رسالة الامام علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى مالك الأشتر النخعي، أو ما أطلق عليها عهد علي بن أبي طالب للأشتر عندما ولاه الحكم في مصر.
يبين هذا العهد كيف كانت تدار سياسة الدولة في عهده المشرق وكيف تراعى حقوق مواطنيها ، وما استند عليه من نظريات الإسلام في الحاكم والحكومة ومناهجه في الاقتصاد والاجتماع والسياسة والإدارة ، فضلا عن الأُمور العبادية والقضائية.
_ سند العهد :
روى هذا العهد الإمام محمّد بن الحسن الطوسي -من أعلام القرن الخامس-بسند صحيح، كما رواه النجاشي ، وهو أحد رجالات العلم في الطائفة الإمامية- بسند صحيح معتمد ، و رواه الشريف الرضي صاحب كتاب نهج البلاغة، وأيضاً ابن أبي شعبة الحرّاني -الذي كان يعيش في أواسط القرن الرابع وكان معاصرا للشيخ الصدوق- في كتابه تحف العقول، كما رواه القاضي النعمان، وهو من علماء الإمامية، وكان قاضياً أيام حكم الفاطميين في مصر في القرن الرابع والخامس الهجريين، في كتابه دعائم الإسلام، فالعهد إذن ورد في العديد من المصادر الموثوقة .
– مقطوعات من العهد :
«وأشعر قلبك الرحمة للرعية ، والمحبّة لهم ، واللطف بهم ، ولا تكونن عليهم سبعاً ضارياً تغتنم أكلهم ، فإنّهم صنفان : إمّا أخ لك في الدين ، أو نظير لك في الخلق ، يفرط منهم الزلل ، وتعرض لهم العلل ، ويؤتى على أيديهم في العمد والخطإ ، فأعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب وترضى أن يعطيك الله من عفوه وصفحه ، فإنّك فوقهم ، ووالي الأمر عليك فوقك ، والله فوق من ولاك ! وقد استكفاك أمرهم ، وابتلاك بهم» نهج البلاغة .
– حقيقة العهد :
هذا العهد يمثّل نظاماً وقانوناً إدارياً لإدارة الدولة، فقد اعتمد في الأمم المتحدة ؛كونه من أوائل العهود الحقوقية والتي حددت الحقوق والواجبات ما بين الدولة والشعب؛ فبعدما طرق هذا العهد أذن الأمين العام للأُمم المتحدة (كوفي عنان)عبر زوجته السويدية، قال : إنّ هذه العبارة من العهد يجب أن تعلّق على كلّ المؤسسات الحقوقية في العالم، وهي : “واشعر قلبك الرحمة للرعية، والمحبّة لهم، واللطف بهم، ولا تكوننَّ عليهم سَبُعاً ضارياً تغتنم أكلهم، فإنّهم صنفان: إمّا أخٌ لك في الدين، وإمّا نظير لك في الخلق” ، وهذه العبارة جعلته ينادي بأن تدرس الأجهزة الحقوقية والقانونية عهد الإمام لمالك الأشتر، وترشيحه بأن يكون أحد مصادر التشريع للقانون الدولي، وبعد مداولات استمرّت مدّة سنتين في الأمم المتحدة صوّتت غالبية دول العالم على أن يكون عهد علي بن أبي طالب(عليه السلام) لمالك الأشتر أحد مصادر التشريع للقانون الدولي ، وقد تمّ بعد ذلك إضافة فقرات أُخرى من نهج البلاغة ، فضلا عن عهد علي بن أبي طالب(عليه السلام) كمصادر للقانون الدولي.
-ما قيل في عدل أمير المؤمنين (عليه السلام) من المشاهير :
١-ميشيل هاملتون مورغان: جاء في كتابه ( los history ) الموجود حاليا في مكتبة الكونغرس الأمريكي بواشنطن، يذكر فيه إعجابه الفائق بالسياسة الحكيمة لشخص خليفة المسلمين علي بن أبي طالب(عليه السلام) بعد أن اطلع على رسائله التي حررها إلى ولاته في الامصار الإسلامية، ومنهم مالك الاشتر مؤكدا عليهم أن يعاملوا المواطنين من غير المسلمين بروح العدل والمساواة في الحقوق والواجبات. فالكاتب الاجنبي اعتبر ذلك انعكاسا صادقا لسلوكيات الخليفة الحميدة المؤطرة بفضائل الأخلاق التي أهلته للدخول في تاريخ الإنسانية من أبوابة العريضة.
٢-المؤرخ المصري ”’توفيق أبو العلم”’يقول : كان علي بن ابي طالب شخصية خصبة، فإنه كان مظهرا من مظاهر التكامل الإنساني، بعد ان انتخبه المسلمون خليفة لهم ، بدا بتطبيق برنامجه الإصلاحي في إشاعة العدل والمساواة بين أبناء الأمة الإسلامية بصرف النظر عن دينهم ومذهبهم ولغتهم ولون بشرتهم واتجاهاتهم السياسية والاجتماعية. لقد أمر الولاة أن يكونوا رحماء مع رعاياهم ،كما تجلى ذلك في رسالة الإمام عام 656 م إلى والي مصر مالك الاشتر.
٣- الكاتب المسيحيّ جورج جرداق قال: هل عرفت إماماً لدين يوصي ولاته بمثل هذا القول في الناس:
“فإنّهم إمّا أخٌ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق، أعطِهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحبّ أن يعطيك الله من عفوه وصفحه “.
اللهم انصر الإسلام والمسلمين في مشارق الأرض و مغاربها على من يريد بهم السوء …
د.طالب الموسوي
رئيس مجلس إدارة
كلية الكوت الجامعة
عضو مجلس تنفيذي
رابطة الجامعات الإسلامية
رئيس رابطة الجامعات والكليات الأهلية العراقية
انضم الى المواقع الرسمية لكلية الكوت الجامعة :
—————–
الموقع الإلكتروني:
http://alkutcollege.edu.iq/
فيسبوك:
https://www.facebook.com/alkutcollege/
تويتر:
https://twitter.com/kut_university
انستغرام:
https://www.instagram.com/kut_university_college/
تليكرام:
https://t.me/alkutcollegeuniversity
يوتيوب:
https://www.youtube.com/channel/UCacWJ80oVbbxcFWwPCqJWSg